الاثنين، 8 أبريل 2019

حزب البعث ومؤيدو الأسد يطوفون شوارع بيروت غير مبالين بسيادة لبنان واستقلاليته

وكأن اللبنانيين لا يكفيهم كمّ أزماتهم الإقتصادية والمعيشية والمالية. حتى استفاقوا في يوم عطلتهم الأسبوعية على مشاهد مقززة اجتاحت شوارع العاصمة بيروت. مشاهد الحافلات والقوافل السيارة التي ترفع أعلام البعث السوري وصور رئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت أكثر من مقززة. أعادت المشاهد التذكير بحقبة بائدة، ثمة من يحنّ إليها، للدوس على كرامات اللبنانيين. كان المسير منظّماً ومنسقاً، وسياقه واضح، هناك من أراد استغلال ذكرى تأسيس البعث، لإعادة إحياء منطق استباحة لبنان تحت شعارات وعناوين متعددة استغلّت لاجل التلاعب بالوضع اللبناني.
ولعلّ هذه المشاهد تمثّل الردّ الأمثل على كل الراغبين في تطبيع العلاقات مع النظام السوري، الذي لا يترك مناسبة إلا ويذكّر فيها، باستباحته للبلد وبأنه القادر على فعل ما يريد فيه بدون أي اعتراض أو مجابهة. ولعلّ الضاربين دوماً على وتر إعادة اللاجئين والضغط في سبيل تحقيق ذلك بالتعاون مع النظام، أن ينطلقوا في مسعاهم هذا بإعادة هؤلاء الذين اجتاحوا شوارع العاصمة مستفزين اهلها، طالما أنهم مؤيدين ولا إشكالات أمنية على أن يشكلوا بداية في مسير العائدين، قبل الضغط على اللاجئين المعارضين والمهددين أمنياً والهاربين قسراً من منازل مهدّمة ومناطق مسحوقة.
وبما أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، فعلى ما يبدو أن التشاؤم اللبناني سينسحب على جملة ملفات تخص المواطنين، أولاً من ملف الكهرباء، وثانياً من خلال إستفحال الملف المالي، والتقارير التي تشير بأن هناك أزمة مالية مقبلة عليها البلاد، والحديث عن إجراءات قاسية جداً وغير شعبوية لأجل مواجهة احتمال الإنهيار.
هذا في الداخل، أما في الخارج، فإن الوفد النيابي الذي توجه إلى العاصمة الاميركية، لاجل البحث في العقوبات المرتقبة على بعض الأفرقاء والحديث عن إمكانية شمول هذه العقوبات لشخصيات حليفة لحزب الله، وإيجاد سبل لتجنّب هذا الأمر. وليست الإجراءات الأميركية منفصلة عن الشروط التي يفرضها كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على لبنان للحد من الهدر والفساد وإجراء خطوات إصلاحية سريعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جولة رسمية وديبلوماسية تبدأ من جنيف وتنتهي في بيروت بخصوص اللاجئين السوريين في لبنان

وفد مبادرة “المدافعين عن حقوق اللاجئين”: الترحيل القسري للسوريين انتهاكٌ محفوفٌ بالمخاطر  بيروت – جنيف بعد تصاعد الخطابات التمييزية ضد...